موضوع: ماذا ينتظر العرب بعد غزة ؟.. الجمعة 20 مارس - 5:34
غضب عربي وعالمي تجاه الممارسات غير الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة .. والهدف ليس بالتأكيد حركة حماس ، بل الهدف القضاء على وجود المقاومة في فلسطين ، فإما أن تكون موالياً لهم ولسياساتهم .. حتى لو كنت عربياً أو مسلماً ، أو تكون ضدهم ، وفي هذه الحالة صار لزاماً عليهم استئصالك وتصفيتك . حركة حماس .. ماهي إلا حركة لمقاومة الاحتلال الصهيوني ، حاولت فيما مضى أن تهادن وأن تتسيس من أجل أن ينال الشعب العربي الفلسطيني شيئاً من حقوقه المشروعة ، ولكن دون جدوى .. فاليهود لم يرضوا عنهم ، حالهم في ذلك حال العرب والمسلمين ، وقد قال تعالي في محكم آياته ( لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ..) صدق الله العظيم الآية (119) من سورة البقرة. ولكن الأنظمة الرسمية العربية ، غفلت عن هذه الآية الكريمة ، أو بالأحرى تغافلت عنها .. في سبيل أن لاتتخلى عن سدة الحكم في بلدانها ، محتملة العار الذي دونه التاريخ لها ، تلك الأفعال المشينة التي ارتكبوها في حق الشعب الفلسطيني وفي حق الأمة العربية والإسلامية ،ارتكبوها فقط من أجل إرضاء أمريكا وإرضاء الكيان الصهيوني . ولكن الجماهير العربية لم تغفل أبداً عن هذه الآية الكريمة ، فهي تعي أن الكيان الصهيوني لا يريد أبداً سلاماً للعرب ولاللمسلمين .. الجماهير العربية والإسلامية عبرت ومازالت تعبر عن غضبها واستيائها من تلك الجرائم النكراء التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني الشجاع .. الجماهير العربية التي مازالت تخرج في مسيرات استنكار لهذه الجرائم البشعة ، وهي تأسف على تلك الأنظمة الرسمية العربية ، التي لم توصد الباب أمام العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني ، غير آبهة لقتل الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة ، غير آبهة للحصار الشرس على أهالي قطاع غزة ، غير آبهة لقطع أمدادت الغذاء والدواء لأبناء القطاع ، رغم كل هذا ، تواصل الأنظمة الرسمية العربية فعلها المشين بحماية سفارات الكيان الصهيوني . والسؤال هنا : أليس مايفعله الكيان الصيهيوني اليوم بأهالي قطاع غزة هو إرهاب.؟! وإرهاب بعينه عندما يهجم بطائرته وسفنه وغواصاته ودباباته وصواريخه على شعب أعزل من السلاح ؟!! أليس الإرهاب والإرهاب بأم عينه ،عندما يقطع عن هذا الشعب الإمدادات الإنسانية ، ويمنع المنظمات الإنسانية ، من إسعاف الجرحي والمصابين ولو برميهم بالرصاص أو قصف مقراتهم ..؟! رغم علمه بأنها منظمات إغاثة تابعة لهيئة الأمم المتحدة . أليس الإرهاب والإرهاب بكل ماتحمله هذه الكلمة من رعب وبشاعة .. عندما تقفل المعابر أمام قوافل الأطباء ، ليطبق بذلك على أنفاس الشعب الفلسطيني بقطاع غــــــزة ؟.. إن هيئة الأمم المتحدة التي لم تستطع ردع هذا الكيان المتعطش للدماء ، والذى يرتكب تلك الجرائم النكراء في حق الإنسانية .. ماالمبرر لوجودها ؟ مادامت عاجزة عن تنفيذ ميثاقها الأممي الذي ينص على أن حق الجميع أن يكونوا أحراراً ، ومن حق العالم أن يحيا بسلام وطمأنينة ؟ .. ومالمبرر لوجود جامعة الدول العربية ، مادامت هي الأخري عاجزة عن تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين الأعضاء ؟ ومالمبرر لوجود كل هذه الهيئات والمنظمات .. مادام قانون الغاب هو الذي يحكم في العالم ، العالم الذي بات فيه القوي هو الآمر الناهي ، يقتل . يحتل ، يستعمر ، يستعبد .. والضعيف فيه لايملك حتى أن يدافع عن نفسه أو أرضه ، لا يستطيع ذلك ، لأنه سيكون هو الإهاربي ، وهو المجرم في حق الإنسانية ، وفق عرف هذه الدول لم نزل منضمين لتلك الهيئات ؟ التي من المفترض أن تنظم العلاقات بين الدول والشعوب ، ومن المفترض أن تحافظ على استقرارالعالم .. وما الجدوى من الإنضواء تحت مظلة هيئة تبيح للظالم الاستمرار في ظلمه ؟ .. وتكبح المظلوم وتمنعه من استرداد حقه ! أو حتى المطالبة به !
ألم يئن الأوان بعد للإنسحاب من تلك الهيئات ؟ التي من المفترض بها أن تنفذ القوانين والمواثيق التي من شأنها أن تكفل الأمن والسلام العالميين ، خصوصاً بعد أن تبين للعالم أجمع أنها تنفذ الميثاق وفق رغبات الأقوياء فقط ؟.. ومامبرر وجود محكمة العدل الدولية ؟ مادامت عاجزة هي الأخرى عن تنفيذ القانون على بعض الدول .. أم أنها قادرة فقط على إصدار أحكام ظالمة ضد أناس لم يرتكبوا أي جرائم إنسانية أمثال الرهينة السياسية عبدالباسط المقرحي؟. . ألم نكتف من الخنوع والذل ؟ وإهدار كرامة العرب والأمة في شتى بقاع العالم .!! أم مازالت شهية الصهاينة مفتوحة بعد لقتل الأبرياء ؟ مفتوحة بعد لمزيد من قتل النساء والأطفال والشيوخ .؟! أم أصبحت حتى شهية الأنظمة الرسمية العربية مفتوحة هي أيضاً للدم الفلسطيني المراق والمسفوح على أعتاب العام الجديد .. عام الدم والقتل والدمار والخراب والتنكيل والتشريد ؟ ذلك العام الذى دخل علينا بوابل من الصواريخ والقنابل والرصاص من الكيان الصهيوني ، على أبواب انتخاباتهم .. وكأن الدم الفلسطيني بات قرباناً لانتخاباتهم .. وكأن الدم العربي والدم المسلم بات قرباناً لانتخابات أمريكا . ماذا ننتظر بعد ؟ وماذا بعد غزة الجهاد .. غزة الكفاح ..غزة التضحيات.. غزة رمز الانتصارات العظام .. غزة الملحمة الخالدة التي سطرت بأحرفٍ من دم ، صفحات التاريخ .. التاريخ الذي كتبها بفخر واعتزاز .. لابقرفٍ واشمئزاز ؟!!